العسيري Admin
عدد المساهمات : 65 السٌّمعَة : 0
| موضوع: مجلة المختبر قصص الصحابه الأحد مايو 02, 2010 11:05 am | |
| على يد الطبيب.. من فراش المرض إلى الجنة
النبي عليه الصلاة والسلام يعود غلاما يهوديا.. لا لشئ إلا لأنه مرض ، والاسلام بسامحته لا يفرق في نظرته إلى الانسان من حيث هو بين المسلم وغيره في الجوانب الانسانية
ذهب عليه الصلاة والسلام يواسي هذا المريض الصغير .. ويحمل في جبته الدواء الناجع والترياق النافع .. ولما انتهى إليه والغلام يتأوه من المرض ويتلوى من الوجع .. أشفق عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج من الدنيا بداءه ، وأن يغادر لأم الأدواء(جهنم ) النار .. التي هى الداهية الدهياء .. نظر إليه وبكل حنو ورأفه .. بعبارات تتقاطر حنانا ورحمة .. قال له النبي صلى الله عليه وسلم أصف لك الدواء فاقبله .. وأنعت لك العلاج فخذه ولا تخف .. قل لا إله إلا الله محمد رسول الله ..نظر الغلام إلى والده .. هنا لم يتمالك والده إلا أن يخرج عن الكبرياء والعناد العقدي المعروف عن اليهود وهم من هم في معرفتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كما وصف الله تعالى حالهم فقال : (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) خرج عن ذلك كله .. ربما هاله حال الرحمة التي تجسدت أمامه شخصا .. والرأفة التي تمثلت في داره جسدا سويا .. لتشكل لوحة محمدية فريدة ..فأشار برأسه لابنه أن أطع أبا القاسم .. فهتف بها الغلام لكأنه كان فقط ينتظر الإذن ..: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .. ثم .. ثم حشرج .. وضاق نفسه ..لم يمهله المرض طويلا .. بل أمهله بمقدار ما ينتهي من النطق بالشهادة لينقلب إلى دار أخرى ، حياة أخرى .. لفظ أنفاسه .. أسلم الروح .. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه يجود بنفسه ونفس النبي تمتلئ سرورا وحبورا .. وفرحا وغبطة ..وما كان هذا حاله أمام الأجساد المسجاة .. كيف وقد بلل جسد عثمان بن مظعون بدمعه .. وأرسل الدمع على جثمان ابنه ابراهيم .. ولكن الأمر هنا مختلف .. خرج تبرق أسارير وجهه وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ..
وهذا الإعلان كفيل أن يجعلنا نجزم بأن الغلام الذي كان قبل برهة يهوديا .. انتقل في أقل من لمح البصر إلى جنة عرضها السموات والأرض ( ومن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )
إنه طبيب الروح .. صلى الله عليه وسلم .. وضع يده على الداء الذي ليس له دواء إلا الإيمان فاستأصله بألطف العبارات وأدق الإشارات .. وكم من طبيب للجسد أقبل على الداء الظاهر وأهمل الروح .. وعالج الفاني وترك الباقي .. وليت شعري ما يغني الجسد إذا مرضت الروح .. !!
اللهم اجعلنا هداة مهتدين دُلالاً عليك مرشدين إليك .. آمين | |
|